الخميس، 14 يناير 2016

من يجرؤ على نقد إسرائيل ؟ . باسكال بونيفاس


مَن يجرؤ علي نقد إسرائيل للكاتب والباحث الإستراتيجي الفرنسي باسكال بونيفاس وترجمة الصحفي والباحث أحمد الشيخ الذى صدر عن المركز العربي للدراسات الغربية بالاشتراك مع دار الفارابي ويحكي الكتاب قصة الردع الاستباقي الذي يمارسه اللوبي الصهيوني في المجتمعات الغربية لإفشال أي نقد يوجه لإسرائيل، لاسيما في فرنسا ويقدم المؤلف” باسكال بونيفاس توثيقا هاما يعكس تطور الوعي السياسي الفرنسي والأوروبي تجاه إسرائيل مع ازدياد قمعها للفلسطينيين في الأراضي المحتلة
و من خلال تجربة شخصية اقتنع (بونيفاس) بأن نقد إسرائيل عملية مكلفة جداً. لم ينس كيف شُنت عليه حملة دعائية في الصحف والمجلات والإذاعات والقنوات التلفزيونية ساهم فيها بشكل كبير ومؤثر السفير الإسرائيلي في باريس (إيلي بارنافي)
ضغوط هائلة تعرّض لها (بونيفاس) لم تتوقف عند التشهير به واتهامه بمعاداة السامية أو بالضغط على زملائه ورؤسائه للتخلي عنه، بل وصل الأمر إلى تهديده بالقتل.
يصف (بونيفاس) في كتابه "آليات الضغط التي تعرض لها والتي تعرض لها غيره، بدءاً من تجاهل القضايا المطروحة والحديث عن أمور أخرى، مروراً بالاتهامات ومحاولات القتل المعنوي والتدمير الشخصي، وصولاً إلى حجب الآراء وعدم النشر، ورفع دعاوى قضائية لإسكات الأصوات الناقدة
يبدأ (بونيفاس) كتابه بسؤال يبدو للوهلة الأولى أنه بسيط للغاية، "هل نملك الحق في نقد إسرائيل؟". بسرعة تأتي الإجابة بسيطة أيضاً، نعم، بالتأكيد إلى درجة أن سفير إسرائيل في باريس وأصدقاء هذا البلد من الفرنسيين يدعونك إلى ممارسة هذا النقد. إسرائيل دولة ديمقراطية، وهي -بهذه الصفة- تقر الحق في ممارسة النقد، لكن ذلك لا يعدو كونه حقاً نظرياً، على أرض الواقع لا يمكنك أن تقوم بشيء يمكن أن يُفهم أن فيه انتقاد للدولة العبرية
يضيف (بونيفاس) في سخرية واضحة: "يستطيع المرء أن يمارس النقد ضد الحكومة الفرنسية، وضد دستور فرنسا، وأن يتهم رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء، وينعتها بأفظع النعوت دون أن يتعرض لأي أذى.
يستطيع المرء أيضاً أن يحكم بصورة سلبية على حكومات دول أخرى، وأن ينتقد الطابع الانفرادي لأمريكا في العلاقات الدولية وسياستها العسكرية، وأن يدين جمهورية الصين الشعبية بمناسبة قمعها للمظاهرات في ساحة (تيانانمين)، أو لسياستها في التبت، وأن ينتقد روسيا بسبب ممارستها في الشيشان أو أن ينتقد صربيا بسبب كوسوفو، أو ينتقد الأنظمة الإفريقية لفسادها، أو أن ينتقد إنجلترا وألمانيا لرغبتهما في الهيمنة على أوروبا (بدلاً من فرنسا)، باختصار يمكن للمرء أن ينتقد مائة وتسعة وثمانين دولة هي أعضاء في الأمم المتحدة دون أن يواجه صعوبات، ودون أن يتعرض للخطر، فسيُواجَه هذا النقد بمواقف مضادّة، وبردود رافضة، لكن أبداً لن يتهمك أحد بالعنصرية، لكن هناك دولة واحدة فقط هي دولة إسرائيل يُؤخَذ النقد الموجَّه إلى حكومتها مباشرة على أنه عنصرية مقنّعة، أو عنصرية لا تعلن عن نفسها صراحة


إضغط هنا لتحميل الكتاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق