الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

الغجر . سير أنجوس فريزر

إضغط هنا لتحميل الكتاب

في هذا الكتاب الشامل عن الغجر ، يتعرض الكاتب سير أنجوس فريزر لموضوعه من مداخل تاريخية ولغوية وأنثروبولوجية ، ويتقصى موارده في مظان شتى وبلغات شتى ، مع ولع فائق بعرض الوثائق الجديدة حول تاريخ الغجر وأصولهم ولغتهم .
ويتتبع الباحث لفظة غجري Gypsy في الموسوعات والمعاجم ، وما طرأ عليها من دلالة فضفاضة فيما بعد ، انتقلت من مجرد الدلالة على فرد مترحل في جماعة ، إلى دلالة تحمل طابعاً منحطاً ، وإذا كان للفظة مضمون عرقي في الأساس إلا أن المشكلات التي استتبعت ذلك ، كمنع الغجر من دخول المطاعم والحانات في إنكلترة ، حدت بالقضاء الإنكليزي إلى تفريغ المفردة من مضمونها العرقي لينص القانون على أن الغجر " أشخاص اعتادوا حياة الترحال ، أياً كان عرقهم أو أصلهم . " وهكذا فالشخص يعد غجرياً أو لا يعد وفقاً لنمط حياته ، وليس وفقاً لأصول ثقافية أو عرقية .
ويعود الكاتب لتتبع أصول الغجر ، مبدياً صعوبة في التعرف إلى هذه الأصول من كتب التاريخ لأن غير الغجر هم الذين كتبوها غالباً ، ومن ثم يفترض أن التاريخ الحقيقي للغجر إنما يكمن في لغتهم ، فيمضي هنا مع الدليل اللغوي ، ويدرس لغتهم الرومنية وسبل انتشارها في أوربا ، وتعدد لهجاتها ، وأشكال حروفها ، ويصل إلى وجوب أن تكون اللغة الرومنية متحدرة من أصل هندي ، ومرد ذلك يعود إلى التشابه بين مفرداتها ومفردات بعض اللغات الهندية في الأصوات والبناء والمعجم .
أما من الناحية الأنثروبولوجية الطبيعية فيتوقف الكاتب عند دراسات مقارنة حول أصول الغجر ، من خلال الشكل الجسماني وفصيلة الدم وملابسات الاختلاط بغيرهم من السلالات البشرية في الوسط الهندي. ثم يتحدث عن هجراتهم المبكرة من فارس وأرمينية ، وتواجدهم في الإمبراطورية البيزنطية وبلاد البلقان واصطدامهم بالعثمانيين فيما بعد ، لتبدأ هجراتهم المتلاحقة إلى أوربا الغربية فيما يشبه الزحف المتصاعد ، وقد عرفوا بالمصريين ، وذلك في أوائل القرن الخامس عشر ، إذ توافدت مجموعاتهم ، تحملهم قليل من العربات ، ويعسكرون في العراء ، أو في مهاجع مؤقتة ، عندما يخفقون في إقناع الأهلين بالإقامة في مدنهم . وكان تنقلهم يتم من خلال جماعات تخضع لزعيم واحد أو عدد قليل من الزعماء ، حيث امتهنوا أعمال السرقة والاختلاس والتلصص والاحتيال وقراءة الطالع والألعاب البهلوانية ، وقوبلوا في كل المجتمعات التي حلوا بها بالنفور وجوبهوا بالطرد والترحيل والمحاكمة التي وصلت إلى حد إعدام أعداد منهم في فترات متعددة . وكانت المبررات المعلنة عن أسباب هجرتهم إلى أوربا أنهم في الأصل متنصرون ارتدوا إلى الديانة الوثنية فطردوا ولوحقوا في بلادهم .. وقد بدؤوا منذ ثلاثينيات القرن الخامس عشر وما بعد ينتشرون تدريجياً في مقاطعات شرقي أوربا ، وتصاعدت هجراتهم طيلة القرن الخامس عشر وحتى أوائل القرن السادس عشر ، وشكلوا أعباء أمنية على السكان والحكومات ، فسنت ضدهم قوانين صارمة وتشريعات عنيفة ، وغير مرة شنق أحدهم لمجرد أنه غجري رحال ، غير أن هذه القوانين لم تكن تطبق في معظم الأحيان ، إذ لقوا بعض مشاعر التعاطف بين السكان هنا وهناك ، وظلوا يجدون من المسؤولين المحليين من يتسامحون معهم ، بل ربما يجدون من يحسن إليهم ويتغاضى عن جرائرهم .
ويتتبع الكاتب سيرتهم في جميع الأقاليم الأوربية التي حلوا بها تفصيلاً ، فيوضح علاقتهم بالسلطة والجوار من السكان والقوانين التي سنت ضدهم وملاحقة السلطات لهم ، وما آلت إليه أوضاعهم في هذه البقعة أو تلك من أنحاء أوربا ، بحيث وصل الأمر بإسبانيا أن أصدرت قوانين ضدهم تشير إلى وجوب انقراضهم ، باعتبارهم جنساً لا جدوى من إصلاحه ، ووفق ذلك تمت الهجمة المدعومة عسكرياً باصطيادهم في نهاية سنة 1749 ، فاستخدموا في الترسانات البحرية ، في أشغال شاقة كأعمال الملاحة البحرية والمناجم وبناء السفن ، وهلكت أعداد كبيرة منهم جراء ذلك السلوك العدواني تجاههم . أما البرتغال فقد استخدمت ضدهم سياسة الترحيل إلى مستعمراتها وراء البحار في أفريقية أو البرازيل كأسلوب مبتكراً لطردهم ، وظل أسلوب الترحيل هو الأكثر اعتماداً في سائر الأقطار خارج الإمبراطورية العثمانية ، مثل البرتغال وإيطاليا وسويسرا والدانمرك والسويد وروسيا . وفي السلطنة العثمانية لم يكن الغجر يتعرضون إلى مضايقات كتلك التي تعرضوا لها في أوربا ، وأعان على ذلك ما اتسمت به الإدارة العثمانية من ضعف مزمن ، ومن ناحيتهم لم يكونوا يهددون السيادة التركية في شيء ، إضافة إلى أنهم كانوا ملتزمين بدفع الضرائب المتوجبة عليهم ، وقد صدرت بعض الفرمانات الهامة بشأنهم في مجال الإدارة والنظم العامة والضرائب ، كقانون تنظيم الدعارة الغجرية في القسطنطينية وأدرنة وصوفيا ، وقانون تنظيم عمال المناجم منهم في مجموعات ، وقانون جباية الضرائب والمغارم .
وكانت مجمل القوانين القمعية التي اتخذت في كل حين ضدهم بالغة الأثر في حياتهم ، بحيث جعلتهم في صراع مستمر من أجل البقاء ، من خلال بحث دائب عن مخارج لهم في تلك الأنظمة التي تسعى إلى جعل حياتهم مستحيلة ، فوصل بهم الأمر إلى أن يجدوا ملاذاً في الأراضي النائية الخربة ، وكذلك على الأراضي التي تشكل حدوداً بين الدول ، منقسمين إلى جماعات صغيرة لضرورة صرف الأنظار عنهم . لكنهم درجوا أحياناً على تشكيل جماعات كبيرة تكفل لهم الأمن في حال إحساسهم بخطر داهم ، وربما دفعهم حالهم المزري إلى تشكيل عصابات خطرة ، واللجوء إلى العنف وأعمال السلب والنهب لإقامة أودهم ، وكان قد اشتهر منهم عدد من قطاع الطرق ، وخاصة في ألمانيا في القرن الثامن عشر ، فلوحقوا وأعدم الكثير من رجالهم ونسائهم . وغير مرة زج بهم في الخدمة العسكرية لضبطهم واتقاء شرهم ، ولكونهم الأكثر صلاحاً لهذه المهمة كما اعتقد الأوربيون .
وقد اتسم موقف الكنائس المختلفة حيال الغجر بالتشدد ، بحيث مالت إلى أن تعتبرهم قوماً لا دين لهم ، ومالت بعض الكنائس إلى تعميد الأبناء الأطفال وتنصيرهم بدعوى سهولة تنشئتهم المسيحية السليمة ، على أن تكون عند آبائهم الرغبة في ذلك .
وإذا كان المؤلف قد وصف أشكال السلالات الأولى منهم بالجمال الأخاذ ، فقد عاد وتحدث عنهم حين ظهروا في أوربا بأنهم قد أصبحت تميزهم عن سكان أوربا بشرة قاتمة تصل أحياناً إلى غاية في القبح ، وشعور طويلة وحلقان في الآذان ولباس غريب ، ولاسيما ما ترتديه نساؤهم ، حتى أصبح الزي الغجري نموذجاً لكل ما هو غريب وعجيب ، وقد رصد الكاتب نموذج الغجري في موسوعات متعددة ، حيث تؤخذ المعلومات عادةً كشاهد على التراكم المعرفي في موضوع من الموضوعات ، أو ما يفترض أن يكون رأيا موضوعياً ، إذ تبدأ المادة الخاصة بهم في موسوعة إفرايم تشامبرز على هذا النحو : " هم في تشريعاتنا صنف مزيف من المتشردين ، إنجليز وويلزيين ، يخفون حقيقتهم باتخاذهم عادات غير مألوفة ، ويلطخون وجوههم وأبدانهم ، ويتخذون لأنفسهم لغة خاصة بهم ، ويترحلون هنا وهناك ، يدعون معرفة الطالع وعلاج الأدواء وما إلى ذلك ، ويصيبون العامة بأذاهم ، ويحتالون عليهم بسلبهم أموالهم ، ويسرقون ما خف حمله وغلا ثمنه . " . كما يورد الكاتب هذا النموذج للغجري في الصور والمطرزات والمسرح ، حيث تظهر صورهم في هذه الفعاليات الفنية مرتبطة بوجه عام بالهزل والسخرية والقبح ، ويتم الربط بينهم وبين السرقة وفتح الأقفال ووضع الرقي والسحر والاحتيال وما إلى ذلك من أفعال مشينة تمزق معالم الاستقرار والأمن في المجتمع .
على أن التطورات المتسارعة في العقود الأخيرة من القرن الثامن عشر قد أفضت إلى تغيرات في نظرة الآخرين إلى الغجر ، ففي مجال الأدب استرعى الغجر انتباهاً من نوع جديد ، فلدى تحول الذوق العام إلى الرومانتيكية والميلودرامية ، تحول الاهتمام عن مفاهيم مثل النظام والهدوء والعقلانية إلى مفاهيم الفرد والخيال والتلقائية ، وقد أدى الإحياء الرومانسي إلى اهتمام متزايد بالثقافة الشعبية البدائية ، والنزوع إلى الغريب والغامض وقد لازم الرومانسية في مراحلها الأخيرة اهتمام بجمع الفولكلور وتقليده ، وبالأغنيات الشعبية والرقص والموسيقى ، ولم يعد الغجر بعيدين عن هذا التيار من الأدب والدراسات الإنسانية ، فأصبحوا منجماً للحكايات الشعبية والموسيقى والأعراف والخرافات . أما في مجال التاريخ فقد ظهرت سلسلة حاسمة عن تاريخ الغجر الباكر في أوربا ، وكذلك أمكن أن تنظر الكنيسة إليهم نظرة معتدلة ضمن هدفها الساعي إلى عالم متحرر من الوثنية ، حيث لم يتوان المبشرون بدورهم في سعيهم لتهيئة حياة جديدة للغجر ، تختلف عن الحياة الجاهلية التي يعيشونها ، واستعانوا على ذلك بالنصيحة كبديل للقسر القانوني المعتاد طيلة العهود السابقة .
وقد عرف عن الغجر ارتباطهم بالموسيقى عزفاً وغناءً ورقصاً ، وكانت مواهبهم الموسيقية سبباً هاماً في ظفرهم بقدر من التسامح ، ولكن حتى الآن ليس للغجر لغة موسيقية مشتركة ، وما من سبيل لخلق موسيقى خاصة بهم ، فقد كانوا حفظة للموسيقى المحلية يرددونها بآلات الإقليم أيضاً ، كما يحيون الفولولكلور الخاص بكل إقليم ويضفون عليه نكهة غجرية خاصة ، واستطاعوا في ذلك أن ينالوا قدراً كبيراً من الاعتراف ، بل أصبح بعضهم محترفاً ، وجزءاً من الهوية القومية لهذه الأقطار التي حلوا بها ، بل لقد أصبحت لهم هيمنتهم الواضحة في الموسيقى في منتصف القرن الثامن عشر ، ولم يعد بالإمكان الاستغناء عن خدماتهم ، ليس بالنسبة للأرياف فحسب ، ولكن حتى بالنسبة للطبقات النبيلة ، حتى غدت الموسيقى أرقى المهن التي يمارسها الغجر ، وكانت أشهر فرقهم الموسيقية وأشهر عازفيهم من شمال غرب أوربا ( سلوفاكيا الغربية الآن ) وكانت أقرب أقاليم المجر إلى فيينا قلب الحياة الموسيقية في أوربا . وفي منتصف القرن التاسع عشر صارت موسيقى الغجر من طراز عال ، واشتهرت في روسيا من خلال الرومانسيات ذات الطابع الغجري ، وفي وإسبانيا من خلال ما عرف بالفلامنكو . على أن معظم العازفين من الغجر كانوا يمارسون العزف في حانات وخانات على الطرقات وفي الأسواق والمهرجانات الشعبية وحفلات الزفاف .
وفي مواجهة التمدن والتصنيع وما إليه من ضغوط العالم المعاصر أظهر الغجر قدرتهم في الحفاظ على ذاتيتهم ، فأفادوا من الفرص التي أتاحها لهم النظام السائد ، وقاوموا المغريات التي دفعت غيرهم إلى العمل المأجور ، وعاندت غالبيتهم بفكرة الجماعة والاستقلال والعمل الحر . ولم يتعارض التحضر مع حفاظهم على قدر من الترحل ، وأصبحوا يبدون طواعية في مزاولة مهن جديدة وترك أخرى قديمة ، لكن دون أن يخاطروا بفقد حريتهم أو هويتهم السلالية ، أو ما درجوا عليه في ممارستهم لأعمالهم أو سكناهم من مرونة تتلاءم مع بنائهم الاجتماعي ورغبتهم في الاستقلال بترتيب أمور حياتهم ، وبالتالي الانسجام مع ذواتهم .
ويمضي المؤلف في الحديث عن طقوس الغجر المتنوعة في مآتمهم وأفراحهم ومفهوم النجاسة والطهارة عندهم ، وعن عاداتهم الاجتماعية ، القديمة منها والجديدة ، والمتأثرة بالطابع المحلي للمنطقة ، وبأشكال من الفلكلور الأوربي . كما يفصل الحديث عن هجراتهم اللاحقة المتجددة في الشطر الأخير من القرن التاسع عشر ، انطلاقاً من بلاد البلقان والمجر في كل الاتجاهات حتى الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد تحدثوا في هذه الفترة باللغة الأفلاقية ، وتميزت منهم جماعات ارتبطت بمهن مثل الكالديراشا ( النحاسون ) واللوفارا ( تجار الخيول ) والتشورارا ( صناع المناخل ) وغاسلو الذهب والمعدنون وما إلى ذلك ..
على أن أخطر ما هدد وجود الغجر في أوربا نظريات القرن التاسع عشر العنصرية القائلة بالحتمية البيولوجية والداعية إلى ضرورة النقاء العرقي ، وقد أصبح ذلك تبريراً فكرياً لتشدد السلطات في موقفها منهم ، بل لاستمرار سياسة القمع ضدهم ، وقد أشير إليهم في المؤلفات الخاصة بعلم الجريمة كنموذج حي على الاستعداد الوراثي الكامن في عرقهم للجريمة ، كما يرى لومبروزو في كتابه ( الإنسان الجانح ). وهذا ما عززته النظرية الداروينية في أواخر القرن التاسع عشر ، من أن العامل البيولوجي هو العامل المطلق في كل مناحي الحياة ، وأن من واجب الدولة أن تتخلى عن حمايتها للضعفاء ، وتتحول باهتمامها إلى تشجيع العناصر القوية بيولوجياً ، وأن فائدة الفرد الاجتماعية وقدرته بيولوجياً هي المعيار لقيمته الاجتماعية . وقد استتبع ذلك في القرن العشرين استهدافهم نازياً ، بقتل أعداد كبيرة منهم في مجال سعيهم نحو الصحة العرقية ، وبحسب مرسوم هيملر ، حيث أخذت غرف الغاز والمحارق تفتك بهم بطاقة يومية تقدر بعدة آلاف لعدة شهور ، وقد زج بقسم منهم في معسكرات تعذيب وأعمال شاقة ، أو تم شحنهم واستخدامهم كعبيد عمل ، أو ذبحهم في معسكرات الموت في معظم الدول التي خضعت لألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية ، ويقدر عدد من هلكوا أثناء هذه الحرب بما يتراوح بين ربع مليون إلى النصف مليون غجري ، ومعظم من عاشوا بعدها حملوا عاهات عضوية وعقلية . ويشير المترجم هنا من ضمن تعليقاته الغزيرة في الكتاب إلى أن وضع الغجر بعد الحرب كان أكثر مأساوية من وضع اليهود ، فهؤلاء وجدوا لهم وطناً وإن اغتصبوه من أصحابه الشرعيين ، ثم هم تقاضوا تعويضات ، تقدر بمليارات الدولارات ، في حين لم يتوافر للغجر وطن ، ولم يتوافر لهم من التعويضات سوى أقل القليل ، الأطرف من ذلك أن صارت المحرقة Holocaust ترتبط في أذهان الأوربيين والأمريكيين وربما نحن أيضاً باليهود فقط وليس باليهود والغجر وغيرهم من ضحايا النازية .
وقد أسفرت الحرب العالمية الثانية عن تشتيت واضح للغجر ، وقد كانت إيطاليا أكثر الأماكن التي عادت وشهدت تجمعاتهم ، وأصبح عددهم اليوم في النواحي المختلفة من أماكن تواجدهم في أوربا يقدر بحوالي أربعة ملايين غجري . وتفاوت نمط إقامتهم وأعدادهم من مكان إلى آخر ، وقد حلت الكرفانات التي تجرها مركبات والأكواخ المتواضعة محل التخييم حول محيط المدينة ، كما عملت بعض الدول على تأمين اندماج غجرها الرحل بتوفير السكن والعمل والتعليم لهم ، وأخذ الغجر من طرفهم يمتزجون شيئاً فشيئاً في حركة الحياة المدنية الحديثة ، بحيث أصبح المستقرون من الغجر اليوم هم الغالبية في الشرق والغرب معاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق